lundi 19 mars 2018

Samir Amin; Italian elections march 2018 (arabic)


                     
                        الانتخابات الإيطالية، في مارس ٢٠١٨: انتحاراليسار، عودة الفاشية، الفوضى


د. سمير أمين

                                                             (١)


ان انتخابات الإيطالية  في مارس ٢٠١٨، تمثل افتتاح لفترة زمنية يسود فيها لحالة من الفوضى ، يبدو الخروج منها موضع شك. فمنذ عدة سنوات، واجهت إيطاليا تحول ٥٠٪ أوأكثر من بين المدافعين عن المشروع الاوروبي الى متشككين فيه، فاليمين الرديكالي(المتطرف) الذي يظهر بوضوح حنينة للرجوع للفاشية بالقوة،وفي نفس الوقت لا يجد اليمين البرلماني الكلاسيكي اي مشكلة في  للتحالف معه (كما في النمسا على سبيل المثال). والشعبوية هنا  (هي حركة ٥ نجوم) تتميز بضبابية في الرؤيا لا مثيل لها، بما يحول دون معرفة ماهو برنامجها الحقيقي، لو كان لها برنامج أصلا.  

وما تقدمه وسائل الاعلام المهيمنة من تفسيرات، ينقل نقطة التركيز إلى مسألة تدفق المهاجرين، متجنبة التساؤل ، عن اسباب هذا التدفق (السياسات النيوليبرالية التدميرية في افريقيا والشرق الأوسط). وتقر وسائل الاعلام هذه، بمسؤلية أوروبا التي تخلت عن دول جعلها وضعها الجغرافي (إيطاليا،اليونان، أسبانيا)،  في الخط الدفاع الاول لمواجهة هذه التدفقات، ولكنها بالكاد، تلمح احيانا، عن البؤس الناتج عن السياسة الاقتصادية لإيطاليا، ولكن أيضا، دون ان تضع العقيدة الليبرالية للمسألة.


                                                                   (٢)


ان وجود إيطاليا نفسها حديث العهد، فلقد تحققت الوحدة الرسمية لإطاليا في القرن ١٩، وتحقق ذلك بالكاد بغزو مملكة تورينو لشبه الجزيرة، الذي اصبح ممكناً بفضل الأوضاع الأوروبية في تلك الحقبة، اكثر منه بسبب حركة الريزورجيمنتو ( Risorgimento). وبالمقابل لتنازلات فادحة مع الطبقات الحاكمة االتقليدية للمقاطعات ( على شاكلة نموذج جاتوباردو « gattopardo » السيسيلي : كل شئ تغير من أجل ان لا يتغير شئ ). وافقت بصعوبة شعوب شبه الجزيرة، التي ظلت، على الأرجح أكثر ارتباطا بمقاطعتها من ارتباطها بالدولة الموحدة. المشاعر المدنية الوطنية كان تطورها بطيئاً،  وذلك يمكن ان يجد تفسيرة  في حقيقة ان سادة الدول الإيطالية  كان معظمهم أجانب، والشعوب لم تكن ترى فيهم سوى خصوم مخادعين لهم. هذا الضعف تقاطع اليوم مع ظهور لشعبوية  تتغذي على صعود مجدد على سطح ذو خلفية فاشية.  

ان حرب ١٩١٥-١٩١٨ لم تؤدي الى نمو شعور وطني حقيقي،  بالرغم من وجود خطاب بهذا الشأن، على العكس من ذلك، أشعلت الحرب الصراعات الاجتماعية، وظهر ذلك في الميلاد المبكر لحزب شيوعي قوي، ورد فعل الطبقات الحاكمة على ذلك، بأختراع الفاشية في بلد رأسمالي من المرتبة الثانية. والذي عبرت عنه إيطاليا موسوليني بإمتياز بالمقارنة مع فاشية ألمانيا (النازية)، واليابان، كتعبيرعن طموح سلطة الرأسمالية المسيطرة او التي تأمل ان تصبح كذلك.

الموسيلينية – مخترعة الفاشية (وبما يتضمنه ايضا اسمها)- كانت رد اليمين الإيطالي ( الأرستقراطية القديمة، البرجوازية الجديدة، الطبقات الوسطى)، على أزمة سنوات العشرينات وايضا لمواجهة خطر الشيوعية الوليدة. ولكن لا الرأسمالية الإيطالية، ولا أداتها السياسية، الفاشية الموسيلينية، كان لديهم طموح السيطرة على أوروبا ، ولا بالتالي على العالم، على الرغم من زعيق القائد حول مسألة إعادة بناء الإمبراطورية الرومانية (!)، فلقد فهم موسيليني ان استقرار نظامه يرتكز على التحالف (كا تابع )، سواء لبريطانيا العظمى، ( التي لها السيادة في البحر المتوسط)، او سواء لألمانيا النازية. ولقد ظل هذا التردد  قائم حتى عشية الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك سعت الموسيلينية إلى محو "المقاطعاتية" وخلق قومية إيطالية جديدة، وبخاصة في معركتها ضد اللهاجات، لصالح الإيطالية. ولقد كانت الكارثة العسكرية هي الأصل في انهيار الوهم حول هذا النموذج الفاشي، في المنطقة الثانية. في نفس الوقت، في إيطاليا كما في فرنسا، كان التحرير في وقت الحرب الثانية بمثابة حرب شبه أهلية. ونتيجة لذلك، اضطر الفاشيون للإختباء في العقود التالية لسنة ١٩٤٥. دون ان يمثل ذلك اختفائهم بشكل حقيقي. فيما بعد نجد ان أقتصاد البلا- برغم ماحققه من معجزة ضمنت للإيطاليين حتى الأزمة الحالية مستوى  معيشي مرتفع-  ظل هاشا.  هذه المعجزة هي أيضا السبب وراء الاختيار الاوروبي دون تحفظ، الذي غزى الفضاء السياسي، ليصبح في اخر الامر المسؤول الرئيسي، عن اختيار طريق بلا مخرج، تلتزم ،به البلاد.
                                                                            (٣)

 كان نجاح الحزب الشيوعي الإيطالي بعد الحرب ، الأساس في إحراز تقدم كبير نحو بناء مجتمع إيطالي حقيقي وموحد للمرة الاول (بعيدا بطبيعة الحال عن الصراعات الطبقية التي تسم الرأسمالية سواء في إيطاليا او في أماكن اخري من العالم). لقد شارك كلا من توجلياتي (Togaliatti) و بيرلنجير(Derlinguer) في بناء هذا التقدم بقدر كبير من الوعي. فقد كانت قوة الحركة كافية للتأثير بشكل ما، على دولة "يسار الوسط" في هذه الفترة، بالرغم من انغلاق الحزب الشيوعي الإيطالي على نفسه. في حقيقة الامر، الحزب الشيوعي الايطالي، هو الذي بني أيطاليا الحديثة، المشبعة بعمق بثقافتها. لم يتشارك الحزب في هذا الاحتكار سوى مع الكاثوليكية المحكومة بكنيسة استطاعت ان تخفي مشروعها الرجعي الذي يختبئ خلفه حنين للفاشية. ولقد قام بهذا الدور الحزب الديمقراطي المسيحي، هذه الصفحة من تاريخ إيطاليا قد طويت.


ان الانتحار الحقيقي للشيوعية الإيطالية، الذي بدأ من خلال خلفاء بيرلينجير (Berlinguer)، وتتابع بإصرار حتى يومنا هذا،هو السبب الأساسي للانهيار والفوضى المعاصرة. المسافة التي اتخذها مبكرا، وبشكل صحيح شيوعيوا إيطاليا من دكتاتور موسكو، لم تكن قدرا طبيعيا نتج عنه هذا الانزلاق اللاحق نحو اليمين. على النقيد كان يمكن ان يكون ذلك، مصدرا  للتجدد  الجذري. ولاسيما ان إيطاليا بداية من ١٩٦٨ الى سنوات ١٩٧٠، كانت مركز للتفكير والفعل النقدي. ولكن الماويين الإيطاليين فشلو في المساهمة في جعل الحركة الشيوعية في مجملها أكثر راديكالية. بل أكثر من ذلك انهم ساعدوا بشكل واضح في إعطاء شرعية لهذا الانزلاق نحو اليمين، والذي ترجم في تلك الفترة بعبارات مثل " الشيوعية الأوروبية "، التي تخفي خلفها الالتحاق بالليبرالية.

بلا شك يبدو خطر الفاشية اليوم غير قادر على تهديد النظام الديمقراطي للولايات المتحدة وأوروبا، على أقل تقدير أوروبا الغربية.  لقد اصبح التواطئ بين اليمين البرلماني الكلاسيكي والليبرالية الاجتماعية، غير مجدي من اجل هيمنة رأس المال، واللجؤ الى خدمات اليمين المتطرف، يضعهم ضمن الحركة التاريخية الفاشية. بيد ان صعود النضالات الشعبية يمكن ان يقنع الطبقة الحاكمة من الاستفادة بشكل أكبر من خدمات الفاشية، كما فعلت في الماضي. ان النجاح الانتخابي لليمين  المتطرف في العقود الاخيرة يجب ان يكون موضع قلق. فالشعوب الأوروبية في واقع الامر هي أيضاً ضحايا انتشار رأسمالية الاحتكارات المعممة السائدة في هذه اللحظة.  ولقد أدركنا ان مواجهة تواطئ اليمين البرلماني، المسمى  ديمقراطي/يساري، أو أشتراكي باللجؤ إلى الامتناع عن التصويت، او الارتباك، او التصويت لليمين المتطرف في أخر الامر. إذن مسؤولية اليسار المحتمل في هذه الحالة  كبيرة، لانه اذا امتلك هذا اليسار الجرأة على اقتراح مشروع متقدم حقيقي يتجاوز الرأسمالية الحالية، سايكسبه ذلك المصداقية التي يفتقدها. ان هناك ضرورة ليسار راديكالي وجرئ قادر على إعطاء حركات الاحتجاج والنضالات ذات الاهداف الدفاعية التي تتسم دائما بالتفتت، التماسك الذي تفتقده. يمكن القول إذن ان" الحركة" تستطيع قلب علاقات القوى الاجتماعية لصالح الطبقات الشعبية، وتسمح بأحراز خطوات تقدمية.

في الوضع الحالي، أصبحت النجاحات الانتخابية لليمين المتطرف هي الشغل الشاغل، للرأسمالية الحالية.  ولقد سمحت لوسائل الإعلام بالخلط   بين( شعبوية اليمين المتطرف، وتلك لليسار المتطرف) وتتناسى ان الأول هو مؤيد للرأسمالية ( كما يتضح من تقيمه لليمين المتطرف)  فهو إذن حليف محتمل له، في حين ان الثاني الخصم الوحيد الذي يمثل خطورة محتملة علي نظام سلطة رأس المال.

نحن نلاحظ تحولات في اوضاع مماثلة في الولايات المتحدة، مع ان اليمين المتطرف بها لم يقيم ابداً على انه فاشي. مثل ماكارثية الأمس،  أوتعصب حركات " التي بارتي" ء"tea party"، و " الذهاب للحرب" ء" va-en guerre". لقد دافع  كل من ( هيلاري كلينتون، او دونالد ترامب) بوضوح عن "الحريات"- تلك التي تخص المالكين، ومديري رأس مال الاحتكارات – ضد "الدولة" المشتبه في تقديمها تنازلات لصالح ضحايا النظام.


mardi 6 mars 2018

Samir Amin; Les élections italiennes de mars 2018



SAMIR AMIN

Les élections italiennes de mars 2018 : suicide de la gauche, recrudescence du fascisme, chaos

1.

Les élections italiennes de mars 2018 ouvrent une période chaotique dont l’issue demeure incertaine. Le pays, il y a encore quelques années connu pour compter parmi les plus « euro-philes » est désormais « euro-sceptique »  à 50 % ou plus; l’extrême droite ouvertement nostalgique du fascisme est de retour en force et la droite parlementaire classique imagine sans difficulté son alliance avec elle (comme en Autriche par exemple) : le « populisme » (ici le mouvement 5 étoiles) se caractérise par une confusion sans pareille qui interdit de savoir quel est son véritable programme, s’il en possède un quelconque ; la gauche est en déclin marqué.

Les explications fournies par les médias dominants placent l’accent sur la question de l’afflux d’immigrés. Sans se poser de questions sur les raisons de cet afflux (les ravages des politiques du néo-libéralisme en Afrique et au Moyen Orient). Ces médias reconnaissent la responsabilité de l’Europe qui a abandonné les pays qui, par leur situation géographique (Italie, Grèce et Espagne) sont en première ligne face à cet afflux. Mais guère plus. On fait parfois allusion aux misères produites par la politique économique de l’Italie (mais encore une fois sans mettre en question les dogmes libéraux). Quand bien même ces explications paraîtraient-elles correctes en première lecture ; elles restent peu convaincantes. L’analyse de la catastrophe exige un retour en arrière plus sérieux.

2.

L’existence même de l’Italie est récente. L’unité formelle réalisée au 19 è siècle n’a guère été que la conquête de la péninsule par la monarchie de Turin, rendue possible autant par la conjoncture européenne de l’époque que par le mouvement du « risorgimento ». Au prix de compromis fatals avec les classes dirigeantes traditionnelles des provinces (sur le modèle du « gattopardo »  sicilien : tout changer afin que rien ne change). Elle n’a guère convaincu les peuples de la péninsule, probablement toujours plus attachés à leur province qu’à l’Etat unitaire. Un sens civique national peu développé qui peut-être trouve son explication dans le fait que les maîtres des Etats italiens ayant été le plus souvent des étrangers les peuples concernés ne voyaient en eux que des adversaires à tromper autant que possible. Cette faiblesse s’articule aujourd’hui sur l’émergence d’un populisme qui se nourrit de la remontée à la surface du fond fasciste.

La guerre de 1915 à 1918 n’a pas fait progresser un sens national réel, en dépit des discours à cet effet. Elle a, au contraire, aiguisé les conflits sociaux, marqués par la naissance précoce d’un parti communiste puissant et la réaction des classes dominantes inventant le fascisme dans un pays capitaliste de second rang. L’Italie de Mussolini en constitue l’exemple par excellence, par comparaison avec les fascismes allemand (le nazisme) et japonais, expressions d’ambitions de puissances capitalistes dominantes ou aspirant à le devenir.

Le Mussolinisme – l’inventeur du fascisme (y compris de son nom)  – a été la réponse que la droite italienne (anciennes aristocraties, nouvelles bourgeoisies, classes moyennes) a donné à la crise des années 1920 et au danger communiste naissant. Mais ni le capitalisme italien, ni son instrument politique, le fascisme mussolinien,  n’avaient l’ambition de dominer l’Europe, encore moins le monde. Et, en dépit des rodomontades du Duce sur le thème de la reconstruction de l’Empire romain ( !), Mussolini comprenait que la stabilité de son système reposait sur son alliance – en qualité de second subalterne – soit de la Grande Bretagne – maîtresse de la Méditerranée – soit de l’Allemagne nazie ; et cette hésitation a été poursuivie jusqu’à la veille de la seconde guerre mondiale.

Le Mussolinisme a néanmoins tenté de réduire l’ampleur des provincialismes et de leur substituer un nationalisme italien nouveau, en particulier par son combat contre les dialectes au profit de l’italien. La catastrophe militaire est à l’origine de l’effondrement de l’illusion de ce modèle de fascisme de seconde zone. Simultanément, en Italie comme en France la libération aux temps de la seconde guerre avait été une quasi guerre civile. De ce fait les fascistes furent contraints de se cacher dans les décennies qui ont suivi 1945 sans avoir jamais véritablement disparu. Plus tard l’économie du pays, en dépit de son « miracle »  qui avait assuré aux Italiens jusqu’à la crise en cours un bon niveau de vie, est demeuré fragile. Ce miracle est également à l’origine de l’option européenne sans réserves qui a conquis tout l’espace politique italien pour devenir finalement le responsable principal de la voie sans issue dans laquelle le pays s’est engagé.

3.

Les succès du Parti Communiste Italien de l’après-guerre sont à l’origine d’avancées fortes dans la construction pour la première fois d’une société italienne authentique et unifiée (au-delà bien entendu des conflits de classes propres au capitalisme, en Italie comme ailleurs). Togliatti puis Berlinguer ont construit ces avancés dans la plus grande lucidité. La puissance du mouvement était suffisante pour influencer d’une certaine manière l’Etat de « centre gauche » de l’époque, en dépit du renfermement du PCI sur lui-même. Le PCI a véritablement construit l’Italie moderne, l’avait imprégnée en profondeur de sa culture. Il n’en partageait le monopole qu’avec le Catholicisme dominé par une Eglise qui savait alors cacher son projet réactionnaire derrière lequel se dissimulaient les nostalgiques du fascisme. Le parti démocrate- chrétien remplissait cette fonction. Cette  page de l’histoire de l’Italie est tournée.

Le véritable suicide du communisme italien, inauguré par les successeurs de Berlinguer et poursuivi avec ténacité jusqu’à ce jour, est à l’origine de la débâcle et du chaos contemporain. Les distances prises tôt par les communistes italiens à l’endroit de la dictature de Moscou n’étaient pas destinées par nature à produire un glissement à droite ultérieur. Au contraire elles auraient pu être la source d’un renouveau radical. D’autant que l’Italie s’était un moment propulsée au centre de la réflexion et de l’action critiques, à partir du « long 1968 » des années 1970. Mais les maoïstes italiens ont échoué ; ils ne sont pas parvenus à contribuer à la radicalisation du mouvement communiste dans son ensemble. Ils ont au contraire aidé à donner une légitimité apparente au glissement à droite, traduit à l’époque en termes dits « d’euro-communisme » derrière lequel se dissimulait un ralliement au libéralisme.

Sans doute le danger fasciste peut-il paraître encore aujourd’hui incapable de menacer l’ordre « démocratique » aux Etats Unis et en Europe, du moins à l’ouest de l’ancien « rideau ». La collusion entre les droites parlementaires classiques et les sociaux libéraux rend encore inutile pour la domination du capital le recours aux services d’extrêmes droites se situant dans des mouvances historiques fascistes. Néanmoins la montée des luttes populaires pourrait fort bien convaincre la classe dominante de faire davantage appel aux services des fascistes, comme elle l’avait fait dans le passé. Les succès électoraux des extrêmes droites au cours de la dernière décennie doivent inquiéter. Les peuples européens sont bel et bien eux également victimes du déploiement du capitalisme des monopoles généralisés à l’oeuvre. On comprend alors que, confrontés à la collusion droite parlementaire dite démocratique/gauche dite socialiste, ils se réfugient dans l’abstention électorale, la confusion ou le vote d’extrême  droite. La responsabilité de la gauche potentiellement radicale est ici majeure ; car si cette gauche avait l’audace de proposer des avancées réelles au-delà du capitalisme en place, elle y gagnerait la crédibilité qui lui fait défaut. Des gauches radicales audacieuses sont nécessaires pour donner aux mouvements de protestation et aux luttes défensives en cours, toujours émiettés, la cohérence qui leur manque. Le « mouvement » pourrait alors inverser les rapports de force sociaux en faveur des classes populaires et permettre des avancées progressistes.

Dans l’état actuel des choses les succès électoraux des extrêmes-droites font bel et bien l’affaire du capitalisme en place. Ils permettent aux médias de confondre dans la même opprobre les « populistes de l’extrême droite et ceux de l’extrême gauche », et de faire oublier que les premiers sont pro-capitalistes (comme le montre la qualification qu’ils se sont donné d’extrême droite) et donc des alliés possibles, tandis que les seconds sont les seuls adversaires dangereux potentiels du système de pouvoir du capital.

On observe, mutatis mutandis, des conjonctures analogues aux Etats Unis, bien que son extrême droite ne se soit jamais qualifiée de fasciste. Le Mac Carthysme hier, les fanatiques des Tea party et les va-en-guerre (Hilary Clinton ou Donald Trump) défendent ouvertement les « libertés »  – entendues comme exclusivement celles des propriétaires et des gérants du capital des monopoles – contre « l’Etat », soupçonné de céder aux demandes des victimes du système.

vendredi 2 mars 2018

Samir Amin; Over-armament; speach Berlin 2016



Speach of SAMIR AMIN   (Berlin, autumn 2016)

Our last speaker tonight is Samir Amin; welcome to us!

Thank you, good evening. I know that you are probably tired and you look forward to the dinner. So, I'll try to be as short as I can. My presentation is – and I recognise that – controversial; very controversial. Maybe I will need less time, than some who spoke in this room.

Now, my first point.
There are some figures from SIPRI – which I think is the most reliable source of information on armament and military expenditure. The US plus Europe alone represent 63% almost two third of the global expenditure. If you add to them Canada which is a NATO member, Australia which is a close friend, Israel of course, but also Japan, whose military expenditure is growing very fast with the support of the West and particularly of the US you come to more than 70%. And will be close to three quarter, 75% within 2 or 3 years. This means, that the first part of the sentence of Ban Ki Moon “the world is over-armed” is unfortunately incorrect. The WEST is over-armed! But these countries, which represent 15% of humankind, contribute to almost 75% of military expenditures.
Now, there are a lot of other points, which could be brought, such as Iran, for instance; an old and big nation in our region of the Middle East. Military expenditure: half of Israel’s! And look at what is continuously being said about the danger of Iran! But nothing about the menace which represents Israel, not only to the Palestinian people, but for all the people of the region. With respect to the other countries investing in military armament, all of them, but particularly from the Gulf countries, these imports of armament represent  a good subsidy for the US and other country's armament industries. They buy at high prices, old armament, which they would never use against a neighbour in any case. Apart from dropping bombs on people like in Yemen from time to time, or to give arm to Al Nousra, Daesh or others in Syria.

Second point: This over-armament of the West – not of the world – is indeed already being used to conduct systematically aggressive wars. Decided by NATO, which means decided by the US establishment whether democratic or republican (it doesn't change anything) and accepted by the European Union with no discussion.
The U.S. has kept for itself the so-called right to initiate preventive wars against any country which could become a danger. I think that you are German and know that Hitler would not have said anything worse than that : Germany was menaced by Poland for instance – as a right to attack it! . But what does that means:  “any country that could become a danger”? De facto it means any country which does not accept to be completely submitted to the unilateral rule over the whole planet by the U.S. and their subordinate allies - Europeans and others.  Any country, which does not accept, no matter if its regime is good or bad (bad in most countries’ issues - but that's not the point!) is considered an eventual enemy.
Does NATO fight for democracy? The international community that we hear of constantly is constituted by the G7. That is NATO itself, plus the Democratic Republic of Saudi Arabia and the Democratic Republic of Qatar - and nobody else. Nobody else! A number of countries of Latin America are probably not models of democracy, but they are not terrible dictatorships in the in the present time, either. They are not members of the international community.
Does NATO fight terrorism?  Well, let us remember that the former minister of foreign affairs of France Laurent Fabius said “Al Nousra is doing a good job in Syria”.  We haven't heard Bashar al-Assad saying, that Al Nousra had done a good job in France, Belgium and Germany. Why do we imagine that they are fighting terrorism?! In fact, those terrorists ( and they are indeed terrorist regimes or organisations ) on the one hand,  and NATO on the other are partners,  not enemies. Each of them needs the other in order to give legitimacy to its own policy: the West against the terrorists in order to answer the so called question of security – the priority over all other questions including the tremendous social disaster of neoliberal policies. But that is secondary now. The main question is security. And of course the terrorists – such as Daesh, Al Nousra the Muslim brotherhood  and others ;  they are all the same. They need the apparent aggressions of Nato  it in order to give legitimacy to their brutal and savage regime. The victims of which are first and foremost their own people, before being eventually others.
Moving towards the war is accompanied by systematic lies. Should we forget that the attack on Iraq was said to be justified (and it was repeated a thousand times) because Iraq has weapons of mass destruction. Iraq was attacked not because it had such weapons but because it had NOT such weapons. (and considering that, I regret that it hadn't.) And this lie, which has been recognised now, is completely kept silence on. And we wait to see those who lied, which are the State Secretary and the President of the United States, to be in an international court for war crimes and crimes against humanity. We wait for that!

The third point is that: What are the targets of this geo-strategy and geo-policy based on aggression? I don't believe that the western people - and some people in my region say that but it is nonsense – are really the devil; that they are bad by nature,and want war. No, they are not worse than we are! They are as good or as bad as we are! All humankind is the same! It's certainly not for that reason. The target is to destroy –and I say destroy – not only the governments but the states and the societies of any country, which, with the definition of the U.S. could become a danger. Now, in our region we should remember that during the Bandung period - 1955 to the eighties-  a period during which the countries of Asia and Africa made tremendous progress - even without democracy and with many problems of course. During that period Algeria, Egypt, Syria and Iraq played leading roles. Since, they are considered as being dangerous countries and their societies should be destroyed.  What Mister Bremer has done in Iraq is to destroy the society and to create the conditions for a permanent civil war between the Shia and the Sunna, between the Arabs and the Kurds. Is that democracy? Is that war against terrorism? Or is this fascism and terrorism?! And that is the policy of the U.S.: Supporting fascism and terrorism systematically. Why such an aggressive choice? Again, not because - as it is being said in our region – they are the devil. No, not at all! But because of the western power's historical imperialism. The West, U.S. and Europe, have now no other means to maintain their unilateral and total and exclusive control of the whole planet other than that one: permanent war. And this is why what is on the agenda now in the US is the next war. Should we start it with Russia or should we start with China? That is the debate in the US establishment. Therefore, the condition for creating political conditions for possible peaceful policies of the various partners  (whether these  are democracies or ugly dictatorships)  is to disband NATO. If we don't disband NATO, than all the speeches on peace are pure rhetoric,wishful thinking.

 Now, when I come to the second part of the sentence of Ban Ki Moon that is "peace is underfinanced",  I do not know what it means exactly. If it means, and that would be a normal understanding, that in order to create societies which are more conduced to want peace, we should spend more on education, health, social conditions, employment etc.then OK But this is exactly the opposite of what the neoliberal austerity policies is requesting from all governments.  They cut education, health, social rights and so on. Therefore the sentence is meaningless unless we make clear that it cannot be implemented except if we move out of neoliberal policies and austerity.
But it can be understood in another way  - I refer here to the sentence written on the front of UNESCO : “war starts in the minds of people”. This nice sentence
does not mean anything. It would mean that humankind is divided into two kinds of people: The devils who love war and the saints who love peace. And by preaching and converting the devils into saints we would have peace. I think this is at best naive. So naive that it is meaningless. No. War is a political choice! Usually that of the leaders or the ruling classes in certain circumstances. In other circumstances the same ruling classes could choose another policy. And we have therefore to discuss, ‘what are the real reasons for this choice of policies by the western powers’ and not continue to have a rhetoric and wishful thinking discourse on peace.

Thank you.